الواقع الحزبي في الأردن بين الطموح والتجربة: نداء لتطوير القوانين وتعميق الوعي السياسي
عمّان - راشد الرواشدة
نظّمت الجمعية الأردنية للعلوم السياسية جلسة نقاشية بعنوان "الواقع الحزبي في الأردن: بين الطموح والتجربة"، شارك فيها كلٌّ من سعادة العين الأسبق خالد رمضان، والأمين العام لحزب المدني الديمقراطي المهندس عدنان السواعير، وبحضور رئيس الجمعية الأستاذ الدكتور خالد شنيكات، والأستاذ عبدالكريم المصري (مُيسر الجلسة)، حيث تناولت الجلسة قراءة معمقة لمشهد الحياة الحزبية في الأردن، والعلاقة المتداخلة بين قانوني الأحزاب والانتخاب، إلى جانب استشراف ملامح المرحلة المقبلة من العمل الحزبي والبرلماني في البلاد.
وحضر
السواعير: القانون بحاجة إلى تطوير والمرحلة تتطلب وضوحاً
أكد المهندس عدنان السواعير خلال مداخلته أن التجربة الحزبية في الأردن ما تزال في طور التشكّل، مشيراً إلى أن تاريخ الأحزاب الأردنية مرّ بمراحل متباينة من المد والجزر، وأن نجاح التجربة السياسية اليوم يعتمد على قدرة الأحزاب على الانسجام مع الإطار التشريعي الجديد.
وأوضح السواعير أن قانون الأحزاب وقانون الانتخاب يشكّلان ركيزتين متكاملتين في بناء الحياة السياسية، إلا أن ثمة حاجة لإعادة النظر في بعض بنودهما، خاصة في ظل التحولات المقبلة، مشيراً إلى أن البرلمان القادم سيكون نصفه على القوائم الحزبية (50%)، وهو ما يستدعي وضوحاً في آلية توزيع المقاعد المحلية ضمن هذه النسبة.
وقال السواعير إن القانون بصيغته الحالية قد لا يلبّي تطلعات المرحلة المقبلة، داعياً إلى مراجعة شاملة تواكب التغيرات السياسية والاجتماعية في البلاد، مؤكداً أن وجود 124 نائباً حزبياً يمثلون 7 أحزاب داخل البرلمان الحالي يشكّل فرصة حقيقية للتأثير والتغيير في النهج التشريعي والسياسي إذا ما تم استثمارها بفاعلية.
رمضان: العمل السياسي ليس ترفاً
من جهته، شدّد سعادة العين الأسبق خالد رمضان على أن التغيير لا يمكن أن يتحقق إلا عبر “اجتماع بشري منظم يقرأ الواقع الاجتماعي وموازين القوى”، مؤكداً أن القائمين على الأحزاب يتحملون مسؤولية الواقع الذي وصل إليه العمل الحزبي اليوم.
وأضاف رمضان أن قانون الأحزاب لا يمكن فصله عن قانون الانتخاب، فهما وجهان لعملة واحدة في عملية الإصلاح السياسي، لافتاً إلى أن العمل السياسي ليس ترفاً بل ضرورة لبناء دولة حديثة ديمقراطية.
ودعا إلى أن تكون الأحزاب برامجية بحقّ، أي قادرة على تطبيق برامجها الانتخابية التي قدّمتها للناخبين، وليس الاكتفاء بالشعارات أو الاصطفافات الشخصية، مشيراً إلى أن الانتقال التدريجي الذي تشهده الحياة السياسية الأردنية اليوم يُعدّ أفضل مما كان في السابق، لكنه لا يزال بحاجة إلى ترسيخ ثقافة حزبية حقيقية داخل المجتمع.
دعوة إلى تطوير التجربة الحزبية
وشهدت الجلسة تفاعلاً واسعاً من الحضور من الأكاديميين والمهتمين بالشأن السياسي، الذين أكدوا أهمية استمرار الحوار حول القوانين الناظمة للحياة الحزبية، وضرورة بناء ثقافة سياسية قائمة على المشاركة والمساءلة.
وأكد المتحدثان أن المشهد الحزبي الأردني اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من التحول، تتطلب وعياً مجتمعياً وسياسياً متقدماً، إلى جانب إرادة سياسية وتشريعية تضمن ترجمة الطموح إلى تجربة ناضجة ومستدامة.
خلاصة الجلسة:
الطموح موجود، والتجربة تتطور، لكن الإصلاح الحزبي في الأردن لن يكتمل إلا إذا التقت الإرادة السياسية مع وعي المواطنين وثقافة التنظيم والبرامجية داخل الأحزاب.